لماذا الحب اعمى !!!
في قديم الزمان حيث لم يكن على الارض بشر بعد, كانت الفضائل و الرذائل تطوف العالم معاً,
و تشعر بالملل الشديد, و ذات يوم, من اجل حل مشكلة الملل المستعصيه, اقترح الإبداع لعبه و أسماها الاستغمايه أو(الغميمه). احب الجميع الفكره.
و صرخ الجنون: اريد ان ابدأ, اريد ان ابدأ, انا من سيغمض عينيه و يبدأ العد, و انتم عليكم مباشرة الاختفاء .
و قالت الحكمه: وانا اتابع اللعبه.
ثم اتكأ الجنون على شجره . وبدا: واحد.. اثنان.. ثلاثه, وبدأت الفضائل و الرذائل في الاختباء.
وجدت الرقه مكاناً لنفسها فوق القمر.
و اخفت الخيانه نفسها في كومة زباله.
و ذهب الولع واختبأ بين الغيوم.
و مضى الشوق الى باطن الارض.
الكذب قال بصوتٍ عال: سأختبأ تحت الحجاره, ثم توجه لقعر البحيره.
و استمر الجنون: تسعة وسبعون... ثمانون, واحد وثمانون, خلال ذلك اتمت كل الفضائل و الرذائل تخفيها
(ما عدا الحب) كعادته, لم يكن صاحب قرار, و بالتالي لم يقرر اين يختفي, و هذا غير مفاجئ لاحد, فنحن نعلم " كم هو صعب اخفاء الحب ".
تابع الجنون: خمسة وتسعون... سبعة وتسعون, و عندما وصل الجنون الى المائه, قفز الحب وسط أجمه من الورد, و اختفى بداخلها.
فتح الجنون عينيه, و بدأ البحث صائحاً, انا آتٍ اليكم, انا آتٍ اليكم.
كان الكسل اول من انكشف, لانه لم يبذل اي جهد في اخفاء نفسه.
ثم ظهرت الرقه المختفيه في القمر.
وبعدها خرج الكذب من قاع البحيره مقطوع النفس, و أشار على الشوق ان يرجع من باطن الارض.
وجدهم الجنون جمعاً واحد بعد الآخر, ما عدا الحب,كاد يصاب بالإحباط و اليأس في بحثه عن الحب,
الى ان اقترب منه الحسد و همس في اذنه: الحب مختفٍ في شجيرة الورد.
التقط الجنون شوكه خشبيه اشبه بالرمح, وبدأ في طعن شجيرة الورد بشكل طائش, ليخرج منها الحب,
و لم يتوقف الا عندما سمع بكاء يمزق القلب.
ظهر الحب, وهو يحجب عينيه بيديه, والدم يفطر من بين اصابعه,
صاح الجنون نادماً: يا إلهي ماذا فعلت ؟ ماذا افعل كي اصلح غلطتي بعد ان افقدتك البصر؟
اجابه الحب: لن اتسطتيع إعادة البصر لي, ولكن لازال هناك ما تسطتيع فعله من اجلي "كن دليلي".
و هذا ما حصل من يومها , يمضي الحب الاعمى...يقوده الجنون
غير اني اوقن بإن:
ليس كل الحب اعمى, فهناك حب صاحب قرار, ولهذا نجد الحكمه تحترمه,
و نجده يقدر الحكمه, فاعتاد ان يحب الفضائل, و يتجنب الرذائل, إما لانه يرى بنور الفطره,
و إما لانه ذاق مرارة التجارب العديده, << فهنيئا لمن يملك قلبا امتلأ بهذا الحب >> .